و كطفلتين تتمرجحانِ بشغفٍ على أغصانِ قلبي، كشجرتي ليمونٍ تسبحانِ في بحرِ النضارة ، تتهاديانِ كغزالتين كلَّ صباحٍ على كتفِ الرُّبا فتسرحانِ بالرهافةِ شعرَ النسيمِ ، وتسكبانِ مذاق البرتقالِ في صدري ، ماأحيلاهما واحتين تقرُّ بقربهما أحداقي ، وتهدأُ ثورتي ! تبسمانِ فتهدلُ الحمائمُ ، تضحكانِ فتشدو الكمنجاتُ ، و تغرِّدُ البلابلُ في فناءِ منزلي ، لاأدري كيفَ دارَ الزمان ، أو كيفَ قطفهما الغيابُ منِّي ؟!
أمومتي لا تقبَلُ اعتذارهُ اللامنطقي باقترابِ فصلِ العلمِ تارةً وطقوسِ الدراسةِ الجامعيةِ ودروبِ السعي تارةً أخرى ، و هل تقبلُ الأمومةُ قوانينَ النوى و حكمَ الشتاء العاتي ؟!
ماأقسى مناجلَ البعدِ! وما أوجعَ أشواكَ الحرمانِ ! لاتبالي بجراحِ الشَّوقِ وسيول الَّلهفةِ ، لله ماأمضى سيفَ القلقِ ! يخترق أفئدة أكبادنا رغم الكثير من خنادقِ القناعةِ و أنهار الدفءِ .
بغيابهما ترحلُ جزرُ الألقِ ، وتغيبُ نجومُ القتنةِ عن أقاليمي ، مساحاتُ الدَّهشةِ تضيفُ ، تجفُّ سواقي الخصبُ بين ضلوعي ، يشحبُ الأفقُ ، وتهاجرُ أقطارُ الفرحِ من مداراتي ، جوقةُ الكنارِي الطربِ تتوارى عن أشجارِ الصنوبرِ والبلوطِ و تنتظرهما لتحتفلَ بمهرجان اللقاءِ . لو يرقُّ قلبُ الزمانُ فلا يفصلُ الأوراقَ عن الغصونِ ، والأهدابَ عن العيون ، فلا يحرم الأبناءَ دفءَ الآباءِ ، أو يرحمُ ، فأستطيلُ غيمةَ رعايةٍ من دفءٍ وحنانٍ أطوي المسافاتِ ، أقلِّمُ أظفارَ الرعبِ، أرفو ثقوبَ الأماني ، أشدُّ أزرَ الضعفاء ،أو أهدبُ حقلَ قمح في يبابِ الأيام ، فأضمَّ خرافي إليَّ أحاربُ جرادَ الأسى ، وأنتصرُ للطفولةِ .
أيتها اليمامتان ، حرستكما السَّماءُ منارتينِ لعمري في ليالي الظلام ، وأدامتكما خميلتي فرحٍ وسلامٍ .
________
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
instagram: journalelfaycal
ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
آخر تعديل على الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2018